تؤكد الدراسات العلمية أن نحو 90% من سكان العالم يعانون من حالة جفاف مزمن (chronic dehydration) نتيجة لإهمال شرب الماء وتجاهل حاجة الجسم لكافيته من الماء. فنحن لا نحصل على كفايتنا من الماء .. ولا نحسن الاستماع للغة أجسادنا حين تتطالبنا بالمزيد من الماء.. لذا تعاني أجسادنا من نقص التروية دون أن نلحظ ذلك.. فمهما تكن مقادير الماء التي في جسمك الآن , فأنت لا تستطيع أن تحتفظ بها , فهي لابد أن تترك جسمك , وعليك أن تعوض جسدك بالكمية المطلوبة من الماء و أن تستبدل بها ماء جديدا . فنحن نحتاج الى الماء لكي نجدد بناء ما يتهدم من خلايا القلب ونسيج المخ وكرات الدم وغيرها . فجميع مقادير الماء في خلايا الجسم وأنسجته جزء من المادة الحية فيها , ولذلك كان لابد لحياة هذه الخلايا والأنسجة من حصولها باستمرار على مقادير جديدة من الماء , عوضا عما تفقده منها باستمرار . وما دام ذلك التوازن قائما مستمرا فحياتك قائمة مستمرة , وإلا فلا حياة .. ومن تلك العلاقة الأزلية والشرطية بين الماء والحياة انطلق أحدث تعريف للحياة – في أوسع معانيها – وهو أنها " عمل دائم يقوم الماء فيه بالدور الأول والأهم ".. بل ونحن نعيش فقط طالما كنا نستطيع أن نجدد ما نفقده باستمرار ولولا هذا التجديد المستمر ما استطعنا ان نعيش ! .
ولكن بين الحياة والموت هناك مساحة للمرض .. فعندما لا تزود جسمك بالماء الذي يحتاجه.. وتكتفي بامداده بالماء فقط عندما تشعر بالظمأ , ففي هذه الحال لن تفقد حياتك ..ولكنك ولا شك ستفقد عافيتك ..لأن جسمك لا يعمل بالكفاءة المطلوبة في ظل سياسة التقطير والبخل بالمياة .. لذلك يبدأ جسدك بالتمرد وإعلان العصيان .. وتبدأ شكوى المفاصل والصداع والامساك وغيرها .. من إشارات الخطر وعلامات الانذار التي يطلقها جسدك معلنا حاجته للمزيد من المياه.. وفي أغلب الحالات نعجز عن ترجمة هذه الاشارات ترجمة صحيحة فنتصور أننا مرضى بحاجة للأقراص الدواء.. والحقيقة أننا ظمأى بحاجة لجرعات إضافية من الماء.. وبينما نرتحل من عيادة طبية لأخرى تلمسا للشفاء ..يبدو غريبا أن دواءنا بين أيدينا لكننا –وربما لوفرة هذا الدواء – نزهد في تناوله ..لنبقى في طوافنا المكوكي من دواء لدواء غافلين تماما عن دواء مجاني لم يجعله الله ملكا لأحد..وهكذا نمضي في تطابق عجيب مع قول الشاعر: كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول!!
يجمع علماء وظائف الأعضاء(الفسيولوجيون) على أن الماء هو العنصر الأساسي في تكوين الأجسام الحية وتركيبها مطلقا من حيوان ونبات, وأنه يدخل في خلايا جميع الأجهزة والعصارات والسوائل والدم وغيرها بدون استثناء, فعند مراجعة نسب الماء في كل عضو من أجسادنا نتعرف على الحقائق التالية:
وهذا يعني إن في إجمالي جسمك من الماء ما يزيد على ثلثي وزنه وقد قدر بأكثر من 70 و85%, بحيث يبدو أقرب وصف للجسد البشري أنه كتلة متماسكة من الماء تسبح بها مجموعة هائلة من الخلايا ..
يتم اختزان الماء في الجسم , وتوزيعه في أوعيته الثلاثة ( الشريانية – الوريدية –الليمفاوية) وفق نظام غاية في الدقة , فمن الكلى والجلد والرئتين والأمعاء يتألف جهاز مشترك للتخلص من الماء الفائض عن الحاجة , وتشرف على هذا الجهاز – في دقة تحير العقل – غدد صماء لعل أهمها الغدم النخامية والغدة فوق الكلوية ( المسماة بالكظر ) – والغدة الدرقية . وهذه الغدد بالتعاون مع الدماغ تشكل أنظمة حيوية بالغة الدقة تشعر باقل التغيرات التي تحدث في كمية الماء في أجسامنا , فالقسم المهم من الدماغ المتوسط وتحديدا منطقة تحت المهاد Hypothalamus يقوم بقياس نسبة الماء في الدم , فعندما تنقص نسبة الماء في الدم يحدث هبوط طفيف في ضغط الدم, فتقوم أجهزة الاستقبال الحساسة في جداران الأوردة بارسال اشارات تحذيرية عن الوضع الحالي لضغط الدم , يستقبل الدماغ المتوسط تلك الاشارات التي تفيد بالتغيرات التي تحدث في ضغط الدم في الوريد, ليقوم الدماغ بدوره بأخذ التدابير اللازمة فيعطي الأوامر للغدة النخامية التي تقع أسفله مباشرة ولا يتعدى طولها 1 سم , فتقوم بانتاج الهرمون المضاد لادرار البول Antidieuritic hormone الذي يعرف اختصارا ب ADH لينتقل في رحلة طويلة عبر الدورة الدموية ليصل إلى الكلى. وهناك توجد أجهزة استقبال خاصة مناسبة تماما لهذا الهرمون , ويحمل هذا الهرمون رسالة للكلى مفادها وجوب الاقتصاد في التخلص من الماء والعمل على محاولة إبقائه بالجسم. فتقوم الكلية بدورها بافراز مجموعة من الهرمونات هدفها الاقتصاد في عملية خروج الماء من الجسم.
ومن جانبنا فنحن ننظم عملية توازن الماء في أجسامنا حين نشرب كوب ماء عندما نشعر بالعطش ,فكمية الماء التي نشربها يتحكم فيها مقياس عصبي دقيق , هو شعورنا بالعطش . ولولا الدور التنظمي الذي تقوم به الكلى والدماغ بالتعاون مع مجموعة كبيرة من الهرمونات لما شعرنا بالارتواء ولاضطرننا إلى أن نشرب ما بين 15 إلى 20 لترا من الماء حتى لا نموت, وأيضا لتعذر علينا أن ننام أو أن نجلس مدة طويلة حيث سنجبر على عملية إخراج الماء الزائد إلى الخارج عن طريق عملية التبول!!
هذا عن كمية الماء الوافدة إلى الجسم من الخارج , أما كمية الماء المدخرة في الجسم , فتتحكم فيها عناصر أخرى أهمها : أملاح الصودا والبوتاس والكالسيوم , ذلك لأن الجسم لا يقبل قط أن يختزن ماء قراحا , وإنما يختزن منه ما فيه ملح ذائب . ومن هنا كان التحكم في هذه العناصر كفيلا بتحديد مقادير الماء التي يختزنها الجسم , وبتوزيعه بعدئذ على أوعيته الثلاثة .
ويقوم الزلال Protein الموجود بالدم بدور كبير في الاحتفاظ بالماء في الدم , فهو يجذب الماء الى داخل الأوعية الدموية جذبا – ولو قل الزلال في الدم لتسرب الماء الى خارج الأوعية – ووقف بالباب – بين الدم والخلايا – مما يسبب ورما في الجسم في كثير من الأمراض . والى ذلك يرجع تورم أجسام البشر في أيام الفاقة والمجاعات والحروب وما إليها .
ويتعرض الجسم لخطر داهم إذا فقد جانبا كبيرا من مائه – لسبب من الأسباب – ويبدأ هذا الخطر بأن يجف الماء المختزن فيما بين الدم والخلايا , ثم يجف الدم تدريجيا , ثم تكون الطامة الكبرى إذ يبدأ جفاف الخلايا بعد ذلك , ويشعر المرء بعطش شديد , وبجفاف في الفم واللسان والجلد , وتغور العينان , ويصحب ذلك قيء يزيد الجسم جفافا على جفاف . وحينما كان الناس يتساقطون في بعض البلدان صرعى الكوليرا , لم يكن مكروب الكوليرا هو العامل القتال – إنما كان جفاف الجسم وفقدانه للماء , وكنت تستطيع أن ترى المعجزة تتم أمامك إذا شاهدت علاج أحد المصابين بادخال إبرة صغيرة في جسمه تحمل إليه الماء والملح والحياة !!
ولأهمية هذه الحالات – خصصت في بعض المستشفيات أقسام لضبط ميزان الماء في الجسم – ونشأ علم قائم بذاته في الطب هو علم ميزان الماء Water Balance .
يبدو الجسم البشري كوحدة منفردة ولكن الحقيقة أنه يمثل دولة هائلة , تشتمل على ملايين من الخلايا , وعلى كل فرد في داخل هذه الدولة أن يقوم بواجبه في تعاون وارتباط , فعلى كل خلية أن تقوم بتغذية نفسها , وبما يتعلق بتنفسها واستمرار الحياة فيها . وهذه الدولة العجيبة يمكن القول بأنها دولة سابحة في الماء , فكل علاقة بين أفرادها تتم عن طريق الماء , حيث يقوم الماء بنقل الغذاء الى انسجه الجسم المختلفه و ينتقل التموين الى كل فرد فيها ذائبا في الماء , كما يلقي كل فرد فيها فضلاته ونفاياته في الماء , وهكذا يؤمن الماء مهام التغذية الخلوية وكذلك مهمة التخلص من مخلفات الخلايا حيث يذيب الماء وينقي ويستخرج السموم والمخلافات التي لايحتاج لها الجسم وهكذا يشكل الماء جسرا للمواصلات والتموين والصرف الصحي داخل دولة الجسد.
كما أن لهذه الدولة مهمات خارجية يستحيل أداؤها في غياب الماء , فعللى الصعيد الخارجي يؤمن الماء حيوية خلايا الجهاز المناعي ويعزز الجيوش التي تحارب الدخلاء بما يلزمها من مواد حيوية ,كما يدخل في تركيب الافرازات التي يطلقها الجسم ضد الميكروبات الغازية كالعرق والدموع والمخاط الأنفي ومخاط القصبة الهوائية. ومع أن الماء في الجسم على اتصال وتبادل دائمين , الا أنه موزع توزيعا يحير الألباب فالخلايا – التي هي أفراد دولة الجسم – تخزن أكثر من ثلاثين لترا من الماء , ثم يأتي دور الدم – وهو طريق المواصلات والتموين – فيحتفظ بقدر من الماء لا يزيد على أربعة لترات , بينما يقف ضعف هذا القدر من الماء بين الدم والخلايا , لزيادته عن حاجتهما , فإذا ما اجتاحت أنسجة الجسم عوامل الجفاف بسبب العطش أو فقد الجسم للماء نتيجة لافراز العرق أو الاسهال وما إليهما , أمدها الماء المختزن بين الدم والخلايا Interstitial Fluid بما يعوضها عن الماء الذي فقدته .
إننا نحتاج الى الماء أيضا لكي يحول دون احتراقنا بتأثير الحرارة التي تولدها أجسامنا , فنحن مادمنا على قيد الحياة أشبه بشعلة دائمة الاحتراق , و تختلف السرعة التي يتم بها هذا الاحتراق تبعا لمقتضيات الظروف . و حتى عندما نكون جالسين في استرخاء على مقاعد مريحة فإن أجسامنا لا تكف عن توليد الحرارة ويرجع هذا الى أن أكثر عضلاتنا لا تسترخي كل الاسترخاء , وما دام هناك أي توتر في أي عضلة , أو كانت هناك عملية أكسدة تجري في أية مجموعة من الأنسجة , فلابد لنا من ان نحرق مقدارا من الأكسجين فنولد حرارة تبعا لذلك .
وهذا يفسر سر ذبول الجسم في مرحلة الشيخوخة,فالجسم المسن لا سبيل إليه للتخلص من الحرارة إلا بتبخير الماء بالسرعة التي تمكنه من استمرار الحياة فيه.. وهكذا يتسرب منه الماء بسرعة أكبر من قدرته على تعويضه ولهذا كانت حاجته الى الماء أشد من حاجته الى أي شيء آخر.
على أن حفظ الجسم في درجة حرارة معتدلة ليس أمرا هينا , فهذا التبريد الحيوي له يستلزم عمليات مختلفة معقدة . والدرجة العادية لحرارة الجسم تعادل 37 درجة مئوية , فإذا ارتفعت حتى بلغت درجة43 مئوية فقدنا الحياة فورا , وذلك لأن العناصر الحيوية داخل الجسم يطرأ على زلال البيضة خلال سلقها . لهذا عندما تزيد حرارة الجسم الى أكثر مما ينبغى , يتم التخلص من هذه الزيادة عن طريق تبخر العرق فوق سطح الجلد ولهذا نلاحظ في الأجواء الحارة , أن هذا التبخر يزداد نشاطه الى حد كبير , حتى في حالة استرخاء الجسم وخلوده الى الراحة . وقد قدر ما يفقده إنسان جالس في جو درجة حرارته 48 درجة مئوية ودرجة رطوبته 40 % - سواء كان جالسا في الشمس أم في الظل – بنحو ثلاثة ألتار من العرق في الساعة الواحدة ! ولذلك كان العمل في مثل هذا الحر مرهقا , ولاسيما لعضلات القلب .
وفي الأيام التي يتشبع فيها الهواء بالرطوبة , يبدأ الجسم في إفراز العرق عندما تبلغ درجة الحرارة 27 مئوية , فإذا بلغت درجة الحرارة 34 صار الجسم كله ينضح بالعرق . وفي هذه الحالة ينسكب العرق من فوق سطح الجلد , ويعجز عن أداء وظيفته في تبريد الجلد بالتبخير . وهذا العرق ليس ماء فقط , ولكنه محلول ملحي . ولذلك يترك بعد تبخره رواسب ملحية على الجلد . وقد تمر أيام قبل أن تحصل في طعامك على قدر من الملح يمكن أن يعوض ما فقدته منه .
أما حين ترتفع درجة الحرارة دون هبوط في درجة الرطوبة فإن هذا قد يعرض المرء للاصابة بالاغماء أو الهبوط .وبينما يهدد ارتفاع درجة حرارة الجسم حياة الانسان , فإن تبريد الجسم أو خفض حرارته الى درجة عشرين فما دونها , يمكن أن يتم دون أن يصاب بضرر كبير . وقد يحدث في مثل هذه الحالة أن نفقد وعينا ونعجز عن الحركة ولكننا نبقى بقيد الحياة , ولا نلبث أن نستعيد نشاطنا متى ارتفعت درجة حرارتنا مرة أخرى .
كما أننا نحتاج إلي الماء لكي يحفظ الكليتين ويجعلها تؤديان عملهما . حيث تقوم الكليتان في الجسم بمهمة تخليصه من زيادة الماء فيه , فعندما تشرب قدرا كبيرا من الماء , فإن كليتيك تظلان قرابة نصف ساعة وهما تعملان بأقصى قوتهما لخفض نسبة الماء في جسمك الى المستوى المطلوب . ويعد عملهما هذا من الأهمية بمكان , فلو أنهما كفتا عنه لتراكمت المواد السامة في الدم , مما يؤدي الى الغيبوبة , بل الى الموت بعد وقت قصير . لذلك عند تناول كميات وفيرة من الماء يخف تركيز السموم في البول ويصبح رائقا في اللون وذا رائحة غير كريهة ما يؤكد دور الماء في تخليص الجسم من السموم حيث يعمل الماء في أجسادنا كحمام يغسل جميع الخلايا في الجسم.
وهكذا يساعد الماء الموجود بالجسم على تنظيفه وتخفيف الشوائب وينظم اتزان الحمض والقاعدة, ويساعد على سريان المواد الغذائية إلى الخلايا وإخراج السموم منها عن طريق جدران الخلايا , ونقص الماء يؤدي إلى تركيز تلك السموم بالخلايا ما يعزز من فرص تسرطن تلك الخلايا , ولذلك ينصح معالجو السرطان بالاكثار من شرب الماء النقي الذي يعمل على غسل الدورة الدموية وتنظيفها من السموم المسرطنة على المدى الطويل. ويرى بعض المختصين في علاج أمراض المفاصل أن أحد الأسباب المهمة للآلام المفاصل المزمنة هو ترسب الأملاح والسموم الناتجة عن عمليات الأيض المختلفة حول المفاصل وعدم وجود كمية كافية من الماء تسمح بغسيل هذه الترسبات وطردها من الدورة الدموية .
وقد أكدت الأبحاث أن اغلب حالات ألم المفاصل تستجيب للعلاج بالماء ويتم ذلك عن طريق تناول كميات وفيرة من الماء النقي يوميا, حيث أن ذلك يعمل على تنظيف المفاصل وتنقيتها من الأحماض الضارة ومخلفات الالتهاب.
كما يمنح الماء الجسم الرطوبه اللازمة ليعمل على ـ تشحيم ـ وترطيب المفاصل بالجسم كما يعمل على تنشيط الجهاز الهضمي واعضاء الاخراج . لذا يصف المهتمون بالعلاجات الطبيعية الجسم المحروم من الماء بالآلة المحرومة من الشحم فلا بد للإنسان الذي يريد أن تكون صحته تامة أن يتعاطى من الماء عدة مرات في اليوم
و يعتبر العلاج بالماء من أكثر العلاجات الطبيعية انتشارا في العالم حاليا ويقبل عليه مرضى المفاصل والعظام والمصابون بالأمراض الجلدية والأورام. وإلى جانب كونه علاجا للآلام العضوية يعالج الماء المشكلات النفسية من توتر وقلق واكتئاب.
ليس غريبا بعد التعرف على قيمة الماء البيولوجية العالية وعلى الخدمات الجليلة التي يسديها الماء لأجسادنا , أن نتفهم ما ينتج عن نقص ماء الجسم من أعراض ومتاعب تمثل صرخة استغاثة تطالب بتوفير الماء , ومن الصور التي تصرخ بها أجسامنا الأعراض التالية:
الماء صديقك . اشرب كميات كبيرة من الماء النقي لا تقل عن لتر ونصف (6 أكواب) أو لترين (ثمانية أكواب) يوميا , ولكن تذكر أن تحديد المقدار الذي يحتاج إليه المرء من الماء لكي يعيش صحيحا , يتوقف على معرفة حجمه وجنسه ونوع عمله .
وقد يكفي لتر واحد من الماء في اليوم للشخص العادي في الظروف العادية ولكن الجندي الذي يحارب في الميدان – مثلا – يحتاج الى خمسة ألتار على الأقل لتعويض ما يفقده من العرق وحده . ومعظم هذه الكمية ينبغي أن يشربها والباقي يستخلصه من الأغذية التي يأكلها .
ومن فضل الله على خلقه أن أغلى الأشياء طرا هو أكثرها وجودا وأرخصها , ويكفي ان تعلم كيف تتوقف حياتك على قليل من الماء لا يساوي من متاع الدنيا شيئا , لتتيقن الى اي حد كان الله رحيما بنا إذ جعل الماء والهواء في متناول كل حي .وقد يبدو هنا الفارق الواضح بين المنطق الإلهي والمنطق البشري , فمنطق الخالق جل وعلى يشمل الجميع بالرحمة , أما منطق الانسان فمبني على الأنانية وحب الذات .